السبت، 11 أبريل 2009

طرائف


من طرائف التلقى والتعامل مع نص قصصى
تلقيت هذا التعليق من أحد القراء ، الذى يكتب أيضا القصة ، وقد نقلته حرفيا ، ولم أتدخل فى الأخطاء الإملائية لصاحب التعليق ، ولم أذكر اسمه كذلك .. كانت القصة قد نشرت فى موقع مشهور للقصة العربية ..
...............................
أخي محسن ..سأكون صادقا معك ..حينما نشرت القصة حاولت قراءتها ولم تشجعني البداية فأنصرفت عنها ..وحينما قرأت أشادة أخي خالد الجبور حاولت قراءتها مرة ثانية وفشلت للمرة الثانية ..وبدأت أحاول فهم سبب هذا الفشل في الأندماج والأستمتاع ..
........................
وبالفعل فهمت أين الخطأ من وجهة نظري ..هو كتابة القصة قطعة واحدة بلا فواصل تتيح لي فرصة التقاط الأنفاس وترتيب الأفكار ..فنسختها وقرأتها بعد وضع الفواصل فكانت النتيجة جيدة ....
فى نص آخر تلقيت تعليقا أكثر طرافة ، فصاحبه استخدم ذائقته النقدية فى "تخليض تاره " منى ، يبدو موضوعيا فى حديثه ، وهو يخفى سمومه ، يقول – لا فض فوه – معاذ | مصر
اللغة هنا غريبة قليلا :"والبال شارد أنا"! و هناك تكرار ليس له فائدة مثل :"سحبت غطاءه ، لا أعرف كيف .. إنما أنا سحبت غطاءه".. أظن سحب الغطاء ليس بالأمر العجيب لكى تقول "لا أعرف كيف" ثم تكرر عبارة "سحبت غطاءه" مرة أخرى. وقولك "، لم أقدر ، وأفشل" هما نفس الشئ وأي واحدة منهما تكفى. وأيضا "لا أستطيع وصفه إذ أنه قديم وحديث ، وهذا الوصف من عندي أنا ، لم أقرأه" قلت أنك لا تستطيع وصفه ، ثم وصفته بوصف غير جديد على الاطلاق ثم اجهدت نفسك لتقنعنا بأنه وصف جديد ! وفى قولك "ذلك المخلوق الذي اسمه عفريت" كان يكفى أن تقول ضحكات العفريت أو ضحكات المخلوق فهما نفس الشئ ونحن نعرف إذا قلت المخلوق أنه عفريت فلا حاجة للتوضيح.. أرجو ألا يزعجك تعليقى وأن تتقبله بصدر رحب.
نفس النص القصصى تناوله آخرون قبل ، وبعد هذا التناول الطرفة ، أنقلها جميعا مع ذكر أسماء أصحابها بالطبع ..

منصور كامل | مصر / الاسكندرية
القصة تدل على خبرة كاتبها. وهي شيقة وممتعة . أتمنى من الكاتب أن يبسط من اللغة التي تقلل من شحنة المتعة خاصة مع العفريت . العفريت هو نفسه بني آدم . اقول أن الكاتب يتقدم خطوة عن الواقعية السحرية في زيها المصري. كاتب يعرف كيف يسوق القصة فقط بعضلا من إحكام اللغة واقترابها من المعجم الشعبي .

سمير الفيل | مصر
أول ما يلفت النظر
أول ما يلفت النظر في هذا النص قدرة الكاتب على نقل التخييل من مرتبة الفانتازيا الخالصة إلى فضاءات تتقاطع فيها التصورات مع الرؤى في اشتباك حميم ، وأخالني في موقف الطفل الذي عثر صدفة على مكحل قديم فراح يحركه، ويعبث فيه فخرج العفريت من المكحل ،وراح يردد العبارة الأثيرة : " شبيك لبيك " ، وبدلا من أن ينتهز الفرصة ليطلب ما شاء انعقد لسانه وارتج عليه القول ، فكان مصيره أن أدخله العفريت المكحل ، وفر هو من المكان .
بالطبع سنلاحظ سمة أساسية عند الكاتب هو النزوع القوي للجمل الخاطفة بلا تزيد ، والاتجاه إلى نسيج سردي متماسك ، مع التخلص من الترهل في الأحداث. لا مكان هنا للثرثرة ، ولا للاستطراد ، ولكننا قد نعثر على قليل من الغموض لنسأل أنفسنا بعد أن ننتهي من قراءة النص ومشاكلة سطحه ، واختراق القشرة الصلدة بحثا عن العمق : ماذا يريد الكاتب حقا ؟
وفي ظني أن الحكي بالصورة التي يقدمها محسن يونس تبتغي أن ننبش في الذاكرة الشعبية بحثا عن طرائق آداء تشتبك فيها البساطة مع مسحة شعبية مؤثرة .
ولنضف إلى ذلك أن مفردة ( الكحل ) ترتبط بالليل ، بالأسود ، بالسحر في اصوله الأولى , وربما كان مكحل الأم هو عودة حميدة إلى الطفولة ـ رغم أن الكاتب لم يذكر ذلك بتاتا لكنني تلمسته ـ واغتراف خجول من مناطق الفتنة في السير الشعبية التي يدمجها الكاتب بعد أن يحررها من عاديتها بالتحولات التي تمس الفرد ككائن وحيد أعزل . كائن يتخاطفه جهامة الواقع فيهرب منه إلى سحر الخيال . وتلك مهمة يقوم بها الكاتب في حنكة ، ووعي ، واقتدار.

محمدالقبي | تونس
المبدع محسن يونس : قصتك هذه صعبة كما ذكر الصديق خالد الجبور و"لحظة طائشة في عالم محسن يونس "كما جاء على لسان الصديق ياسر عبد الرحمان...هي فعلا صعبة تستعصي على القارئ ، لقد جعلتنا نعيش أجواء أسطورية ولك أهدافك في ذلك وليفهم المتلقي كيفما شاء كما للكاتب وللمبدع حرية اختيار الفكرة و الأسلوب الذي يروق له في الكتابة... قد تكون هنا استندت إلى مرجعيات معينة في الحكي و في التخيل، عموما إن النص مربك و محير أيضا، يمكن أن يفهم بطرق عديدة و يقرأ بطرق مختلفة أو هكذا يبدو لي ... شكرا لك ... مودتي . محمد القبي

عصمت فؤاد عبد الحق | مصر
الأستاذ/ محسن قصتك من النوع السهل الممتنع فعندما يتناول ناضج بعض ذكريات الطفولة ومخاوفها بشكل فنى جميل يجمع بين أسلوب الحكى والسرعة فى ترتيب الأحداث فهذا يدل على مقدره فنيه عاليه ولكن ماذا تقصد بأن الكحل راح وانقضى؟
ودمت مبدعا

خالد الجبور | فلسطين
أستطيع أن أقرأ هذه القصة الجميلة والصعبة قليلاً كالتالي :
طفل مسكون بالحكايات ، وربما بحكاية مصباح علاء الدين السحري بالذات ، وحين يقع بصره على مكحلة أمه المعتمة من الداخل، ويفتحها ، يتراءى له الجنيّ ، فيهوي في هوّة الخرافة، أو يحلّق في فضاء المخيّلة ، متحركاً داخل حكاية قديمة جديدة ، حكاية تعبّر عن أحلام ورغبات هذا الطفل ، الذي يجد نفسه منحازاً لعالم الدهشة أكثر من الرغبة في تحقيق أحلام صغيرة تضعه خارج المخيلة ، وتحرمه من متعة الدهشة ، فيسقط داخل المكحلة ، ليظلّ أسيراً لهذا السحر الكامن فيها .

لعل هذا الطفل ما يزال يقبع في أعماق محسن يونس ، فهذا الكاتب لا يكفّ عن ارتياد تلك المنطقة المسكونة بماهيات تتحرّك كمويجات في عالم آخر يوازي عالم الواقع الجاف والفقير جداً .
لغة الطفل في النص بدت لغة متوافقة مع أجواء الدهشة ، فتخلخلت ، واضطربت اضطراباً مقصوداً ، وهذا ما يفعله الفنان الحاذق حين يبدع من قلبه .
مودتي العميقة لمحسن يونس المسكون بالدهشة والحلم .

ياسر عبد الرحمن | مصر
اللحظة الطائشة فى عالم محسن يونس
فجأة أطل المبدع محسن بحدث جديد مما يؤكد ان عالمة الفنى مزدهر بالأفكار واللحظات الأقرب الى الجنون ..... والحدث يحملنا الى بعد مجسم من التخيل يجعلنا نستند الى مرجعيات مشهدية فى تاريخنا الثقافى حول اللحظات المماثلة فى القصص فى الأفلام فى الحواديت .... ..الى آخره .........ثم يأتى محسن منفصلا عن الجزيرة و القرية وينساب بعوامل سحرية الى داخل هذا المكحل الصغير
بدأ زمن القص بعد مرور الحدث الرئيسى وهو إدخاله فى المكحل .. ولنا ان نفترض ان الحدث الرئيسى هو حاله الرعب و الأرتباك التى جعلت البطل يعجزعن طلب أى شىء من المارد .. وكان من علامات الصدق الفنى إستحضار حالة الرعب فى بدء لحظة الحكى رغم انتهاء زمن الحدث
المتن الحكائى عبارة عن مادة خام طيعة فى يد السارد وقابلة للصياغة بما لا حصر له من الاتجاهات و الأشكال .. وقد قدمت القصة طرحا جديدا لهذا المارد الذى يظهر من فانوس أو ما شابه ويقول شبيك لبيك وان لم تطلب يحترق .. ومحسن جعل المارد أكثر إيجابية فى رد فعله ..فبدلا من الاحتراق وضع الطفل فى المكحل الذى خرج منه
وينتهى النص معبقا بالاحتمالات ..فلعل الحدث لم يحدث ولعله حدث ... ولعلها لحظة جنون طائشة لإنسان يحلم بمن يحقق له أمنياته بهذا الشكل الصارخ ..شبيك لبيك ..
وتم تطعيم الحدث بأوصاف الفزع والارتباك والفلسفة التى تشرأب بلا مناسبة من قلم الكاتب لتعكس ثقافته وقدرته على التحليل فيقول صوته قديم و حديث
و أتصور ان منهج الارتباك يبررسقوط التعبيرات فوق بعضها بهذا الخلط الذى لم يحكم جيدا
كما ان النص يصلح كمعادل موضوعى لشخص متأزم ومقهور ويظل كذلك حتى لو واتتة الفرصة تضيع و تتحول الى نقمة
قصتك تحمل بلاغة الحكى من البطل المشارك وتصنع رونقا من التلقائية والبساطة حول هذا
الحدث المفترض
مع خالص تحياتى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق